
الزكاة فرض مثبوت بالقرآن والسنة، قال تعالى: {وَأَقِيمُواْ الصَّلاَةَ وَآتُواْ الزَّكَاةَ وَارْكَعُواْ مَعَ الرَّاكِعِينَ}، وقال أيضًا: {وَقُولُواْ لِلنَّاسِ حُسْنًا وَأَقِيمُواْ الصلاة وَءَاتُواْ الزكاة}، أما الدليل من السنة النبوية ما رواه أبو هريرة – رضي الله عنه، عن النبي – صلى الله عليه وسلم أنه قال : «من آتاه الله مالا فلم يؤد زكاته مثل له يوم القيامة شجاعا أقرع له زبيبتان يطوقه يوم القيامة، ثم يأخذ بلهزمتيه -يعني شدقيه- ثم يقول: أنا مالك أنا كنزك»، وفي الحديث الشرف أيضًا: «بني الإسلام على خمس : شهادة أن لا إله إلا الله ، وأن محمدا رسول الله ، وإقام الصلاة ، وإيتاء الزكاة ، وحج البيت، وصوم رمضان»، ما يعني أن الزكاة ركن أساسي من أركان الإسلام، وقد تردد سؤال مؤخرًا عن حكم إخراج الزكاة لصالح متضرري فلسطين المحتلة، ونوضح في السطور التالية رد مركز الفتوى للأزهر على هذا السؤال، وموضوعات أخرى ذات صلة.
حكم إخراج الزكاة لصالح متضرري فلسطين
أجاب مركز الأزهر للفتوى على سؤال بشأن، حكم إخراج الزكاة لصالح متضرري فلسطين المحتلة، موضحًا أن تلبية نداءات مبادرات دعم الشعب الفلسطيني بإيصال المستلزمات الطبية والغذائية إليه، يعد واجبًا في ظل الأوضاع الكارثية التي يمر بها، ومؤكدًا أن إخراج الزكاة لأشقائنا وجيراننا في غزة الجريحة والمتضررة هو حق للمسلم على أخيه، كما أنه يأتي من قبيل إعانته على الصمود في وجه العدو الغاشم، والمحتل الظالم الذي لا تفرق آلته العسكرية بين طفل أو أمرأة أو شيخ، وكتب المركز عبر صفحته الرسمية على «الفيس بوك»: “يجوز إخراج الزكاة لصالح متضرري فلسطين المحتلة، وللشعب الشقيق الأبي، الذي يواجه مأساة، وجريمة إنسانية كاملة الأركان، وللمزكي في هذه الحالة أجران، أجر الزكاة وأجر إغاثة أخيه الملهوف، ونصرة صموده في قضيته العادلة”.

الدليل على فتوى الأزهر
وعلى الرغم من أن الشعب المصري والعربي والإسلامي تحرك بشكل فوري، لمساندة الأشقاء من الفلسطنيين في غزة، خاصة مع وجود حصار لا إنساني، فرضه عليه العدو الصهيوني الغاشم، والذي قطع عنهم الماء والغذاء والدواء والكهرباء، فضلًا عن القصف الدائم الذي يطول البنايات المدنية والمستشفيات وأماكن العبادة، وقد استشهد الأزهر على فتواه بجواز إخراج الزكاة لصالح متضرري فلسطين المحتلة بالحديث الشريف، الذي قال فيه الرسول، صلى الله عليه وسلم: «أحبُّ النَّاسِ إلى اللهِ أنْفَعُهُمْ لِلنَّاسِ، وأحبُّ الأعمالِ إلى اللهِ عزَّ وجلَّ سُرُورٌ يدْخِلُهُ على مسلمٍ، أوْ يكْشِفُ عنهُ كُرْبَةً، أوْ يقْضِي عنهُ دَيْنًا، أوْ تَطْرُدُ عنهُ جُوعًا».
التعليقات